الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه لا ينبغي ترك الأذان في المسجد، لعدم وجود مؤذن راتب فيه، لأن الراجح من أقوال العلماء أن الأذان في المسجد فرض كفاية، إن لم يقم به من تحصل به الكفاية، أثم الجميع، ويتأكد ذلك إذا لم يكن بجواره مساجد أُخَرْ، يؤذن فيها، لقوله صلى الله عليه وسلم لمالك بن الحويرث: إذا حضرت الصلاة، فليؤذن أحدكم، وليؤمكم أكبركم. رواه السبعة.
ولأنه صلى الله عليه وسلم أمر بلالاً بالأذان في المدينة، وأمر أبا محذورة بالأذان في مكة، وأمرهما بالإقامة، ولم يزل صلى الله عليه وسلم يؤدي الصلوات الخمس بأذان وإقامة، فدل على فرضيتهما.
ولذلك ننصح أن تجتهد مع إخوانك المسلمين في نفس البلد، في إيجاد مؤذن للمسجد، حتى تخرجوا من الإثم، ولو استدعى الأمر إلى تفريغ شخص من المسلمين للأذان مقابل أن تبذلوا له أجرة على تفرغه، أو يتم التأذين بالتناوب، كل شخص يؤذن في الوقت الذي يتلاءم مع عمله، لا سيما وأنتم في بلد من بلدان الغرب، يحتاج المسلمون فيه إلى المحافظة على شعائر الإسلام الظاهرة، والآذان منها، كما لا يخفى. وفقكم الله لما يحب ويرضاه.
والله تعالى أعلم.