الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن أمكنك أن تأتي بزوجتك هذه إلى مكان دراستك فافعل خوفا على سلامة عرضها ودينها وذلك لأن في بقائها مع هذا الأب السكير والبيئة الفاسدة وحدها مفسدة يخشى منها ، فإن لم يكن ذلك فأوصلها إلى أهلك لتسكن معهم فترة دراستك وذلك لأن الله تعالى جعلك مسؤولا عن هذه المرأة تقيها من النار كما تقي نفسك، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا {التحريم:6}.
أما إن تعذر أن تأتي بزوجتك لمحل دراستك أو ترسلها إلى أهلك فينبغي لك البحث عن مكان آخر تستطيع فيه الجمع بين الدراسة ووجود زوجتك إلى جانبك فإن لم تجده فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
أما بخصوص ماذا تفعل زوجتك مع أبيها السكير فالجواب أنه يجب عليها الإحسان إليه وبره بالمعروف ومن ذلك عدم طرده من البيت ما دام لا يلحقها ضرر من شربه للخمر المداوم عليه، وذلك لأن كفره بالله أعظم من شربه للخمر، ومع ذلك فقد أمر الإسلام بمصاحبته بالمعروف كما قال سبحانه: وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا { لقمان:15}.
والله أعلم.