الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كنت تعلم أن زواجك بالثانية سيكون سبب طلاق الأولى فالذي ننصح به أن تحافظ على زوجتك الأولى ما لم يكن عندك من الأسباب ما يستدعي الزواج بثانية استدعاءً بينا، فإن كان وتزوجت فمن حقك أن تبقي زوجتك على عصمتك لأن النشوز جاء منها كما هو ظاهر السؤال، وأنت لا ذنب لك غير أنك تريد الزواج فإن رجعت فالحمد لله، وإن أصرت على البقاء ببيت أهلها فلك أن تطلقها بدون أن تأخذ ما دفعت إليها وهذا هو الأفضل، ولك أن تطلب منها أن تفتدي نفسها بمال وهو الذي يعرف عند الفقهاء بالخلع.
ولا نرى أن تلجأ إلى هذا التصرف إلا في حال العجز عن التفاهم، والله نسأل أن يصلح لك زوجتك وأن يوفقك لمرضاته، ولا ننسى أن نوجه في آخر هذه الفتوى نصيحة للزوجة بأن تتقي الله تعالى وتعود إلى زوجها فإن رغبته في الزواج بثانية لا تجيز لك أن تهجري بيته وتنخلعي من طاعته وتذكري أختي المسلمة قول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح. متفق عليه، فكيف ترضى المسلمة أن تبيت لحظة وربها غاضب عليها وساخط من فعلها.
والله أعلم.