الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق في الفتوى رقم: 43759، أنه إذا جاء المرأة دم بصفة الحيض بعد سن اليأس فإنه يعتبر دم حيض فلا تصح صلاتها ولا صومها قبل انقطاعه، إلا إذا جاوز خمسة عشر يوما ولو مع أيام الانقطاع الذي يتخلل بين الدماء، فإنها حينئذ ترجع إلى التمييز، فإن لم تميز رجعت إلى عادتها السابقة. وعليه، فإن كان مجموع الدم الذي ينزل من والدتك مع أيام الانقطاع الذي تخللها أكثر من خمسة عشر يوما فما ميزت أنه ليس دم حيض أو كان في غير أيام عادتها إذا لم تميز فهو دم فساد ويلزمها الصلاة والصوم ولو كان الدم ينزل، وكان الواجب عليها أن تصلي ولكن لو تركتها جهلا منها فلا شيء عليها، وأما الصوم فإنها إن كانت تمكنت من القضاء فلم تقض فإنكم تطعمون عنها أو تصومون بدل الأيام التي كان بإمكانها أن تقضيها فلم تقضها. ونسأل الله جل وعلا أن يتغمدها بواسع رحمته. وأما أفضل مكان للدعاء في الصلاة فهو السجود، ومن مواضع الدعاء المرغب فيها أيضا في الصلاة بعد التشهد وقبل السلام. وأما إذا دعا المصلي لشخص فإنه ينسبه إلى أبيه لا إلى أمه لعموم قوله تعالى: ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ {الأحزاب: 5}.
والله أعلم.