الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن ممارسة الرياضة البدنية والذهنية أمر مشروع في أصله ما لم يوجد فيه ما يخالف الشرع من كشف العورات، واختلاط الرجال بالنساء الأجنبيات، وسماع الموسيقى، وتضييع الأوقات... كما يحرم الركوع أو السجود أو فعل شيء من الطقوس عند ممارسة الرياضة كما يفعل الوثنيون...
فإذا كانت النساء اللواتي يحضرن معكم في القاعة متبرجات (غير محجبات) أو كان من الرجال من لم يستر عورته، فإن هذا منكر لوجوب ستر العورة.
ولهذا، فإن على المسلم أن يتجنب هذا المكان الذي يشاهد فيه المنكر، وللمزيد يرجى مراجعة هاتين الفتويين: 17474، 19584.
وأما قولك: إن الضرورات تبيح المحظورات، فهذا قول صحيح في أصله، وقاعدة فقهية أصلها قول الله تعالى: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {البقرة: 173}.
وقوله تعالى: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ {الأنعام: 119}.
ولكنك استشهدت به في غير محله حسبما يبدو؛ لأنكم لم تكونوا مضطرين لممارسة الرياضة عموماً، وفي ذلك المكان خصوصاً، مع أنه يجوز لكم ممارسة الرياضة -كما أسلفنا- إذا روعيت الضوابط الشرعية.
ولهذا نوصيك وصديقك وجميع إخوانكم بتقوى الله تعالى والتآلف والتآخي فيما بينكم، ولتحذروا من نزغات الشيطان التي تفسد الأخوة والمودة، وإذا تحدثتم في أمر كهذا أو في غيره فليكن ذلك باحترام وبأسلوب علمي هادئ وودي، فقد حذر الإسلام من التفرقة والشحناء والغضب، قال الله تعالى: وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ {آل عمران: 103}.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل سأله الوصية: لا تغضب. فرد عليه مراراً وفي كلها يقول له: لا تغضب.
نسأل الله تعالى أن يؤلف بين قلوبكم ويصلح ذات بينكم.
والله أعلم.