الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يفرج عنك همك ويكشف كربك وأن يثبتك على العفاف والدين، واعلمي أن عاقبة الصبر الفرج، وأن مع العسر يسراً، قال الله تعالى: فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا* إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا {الشرح:5-6}، وفي الحديث: أن النصر مع الصبر، وأن الفرج من الكرب، وأن مع العسر يسرا. رواه أحمد.
وينبغي لمن يريد السلامة أن يسلك مسالكها، وليس من مسالك سلامة الدين والخلق والعفة للمرأة أن تعمل في جو مختلط فاحش كهذا الجو الذي تعملين فيه، وعفتك ودينك خير من الدنيا بأسرها، فلأن تعيشين على الخبز والماء خير من أن تفقدي أعز ما لديك وأغلى ما عندك، فالمتعين عليك إذاً ترك هذه الوظيفة فوراً والبحث عن وظيفة أخرى لا تجر عليك كل هذا البلاء، وثقي بأن الله تعالى إن علم منك صدقاً أنه لن يتركك وسييسر لك عملاً أو زوجاً ينفق عليك ويعوضك عن آلامك ومعاناتك السابقة، قال تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق:2-3}، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، كما ننصحك بالاستعانة بالخيرات من النساء فإنهن نعمة في الرخاء وعدة في البلاء، فاستشيريهن واعرضي عليهن أمرك، ولن تعدمي في بلد الإيمان والحكمة من يقف معك ويعينك على الخروج من هذه الضائقة.
والله أعلم.