الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق أن بينا حكم استخدام الجن في الفتوى رقم: 9734، والفتوى رقم: 5701.
والجن لا يستطيعون معرفة كل شيء حاضراً أو ماضياً، قال الله تعالى: فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ {سبأ:14}، فقد كانت الجن تدعي علم الغيب فلما مات سليمان عليه السلام وخفي موته عليهم (فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ) قال الطبري: تبين أمرهم للناس أنهم كانوا يكذبونهم... وقد لبثوا يعملون له حولأ. انتهى.
وما يقوم به السحرة من أعمال السحر وتسخير الجن في أعمال الشر هو بقضاء الله، لقول الله تعالى: وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ {البقرة:102}، فالسحرة لا تستطيع إضرار أحد إلا من قضى الله عليه أن ذلك يضره، وأما من دفع الله عنه الضرر وحفظه من مكروه السحر، فإنه لا يضره سحر السحرة، وهذا دليل على عدم قدرة الجن على فعل كل شيء، فلا يستطيعون نفع أحد إلا فيما قدره الله له، ومن تأمل أحوال السحرة علم صدق هذا، فهم من أفقر الناس وأحقر الناس وأذل الناس، وبهذا يزول إشكال الأخ السائل إن شاء الله تعالى.
والله أعلم.