الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعـد:
فقد وردت قصة هود -عليه السلام- في عدد من سور القرآن الكريم، بأساليب مختلفة، وخلاصتها: أن عادًا الأولى، هم أول من عبد الأصنام بعد الطوفان، وأول أمة أهلكها الله تعالى بذنوبهم، وشركهم بعد أمة نوح -عليه السلام-؛ ولهذا يأتي ذكرهم في القرآن بعد ذكر قصة قوم نوح مباشرة في عدة سور من كتاب الله تعالى، كما في الأعراف في قوله تعالى: وَاذكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ {الأعراف:69}، وفي سورة المؤمنون في قوله تعالى: ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ {المؤمنون:31}، وكذلك في الشعراء.
وكانت عاد قوم هود عتاة أقوياء متمردين، عبدة للأصنام... فأرسل الله تعالى إليهم أخاهم هودًا يأمرهم بعبادة الله وحده لا شريك له، ويرغبهم في طاعته، واستغفاره، ويعدهم على ذلك بخيري الدنيا والآخرة... ويتوعدهم على مخالفته بالعقوبة في الدنيا والآخرة، فكذبوه، وردوا عليه بما أجمله القرآن الكريم في قول الله تعالى: قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وِإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ {الأعراف:66}، فأرسل الله تعالى عليهم العذاب بالريح العقيم، قال الله تعالى: وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ * مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ {الذاريات:41-42}، وكان هود -عليه السلام- قد اعتزلهم في حظيرة هو ومن معه من المؤمنين، فلم يصبهم من تلك الريح إلا نسيم العليل، الذي تلين به الجلود، وتلذّ به النفوس، وكانت عاد بين عمان وحضرموت في مكان يقال له: الأحقاف من بلاد اليمن.
وهود -عليه السلام- هو: هود بن شالح بن أرفخشذ بن سام بن نوح -عليه السلام-، ويقال هو: ابن عبد الله ابن رباح الجارود بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح.
وهو أحد الأنبياء الخمسة من العرب، الذين ذكروا في القرآن الكريم، وهم بالإضافة إليه: صالح، وشعيب، وإسماعيل، ومحمد -صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين-.
ويقال: إن قبره باليمن، وقيل: إنه بالشام في دمشق.
ويمكنك أن تطلع على قصة هود بالتفصيل في قصص الأنبياء لابن كثير، وغيره.
والله أعلم.