الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان السائق المذكور لم يتعد السرعة المعتادة ولم يفرط في شيء من أسباب السلامة، وكان على علم من أن فرامل سيارته وعجلاتها توجد في حالة تسمح له بالتحكم في المركبة، فإنه لا دية عليه ولا كفارة فيما حدث مما لم يكن يستطيع تفاديه.
وأما لو كان حصل منه أي تفريط في الأخذ بأسباب السلامة، فإنه يؤاخذ بما سببته سياقته. وراجع في هذا فتوانا رقم: 3120.
وما قلناه عن صديقك الذي تسأل له يقال مثله لسائق السيارة الثانية، فإذا لم يعرف أيهما كان هو الذي ترتب على فعله موت الشخص المذكور، وكان التفريط قد حصل منهما معاً؛ فإن الدية تكون لازمة لزوماً مشتركا بين عاقلتيهما، ويكون على كل من السائقين عتق رقبة مؤمنة، أو صيام شهرين متتابعين إذا لم يجد رقبة يعتقها، وإن كان التفريط حصل من واحد منهما فقط، فإنه يكون المسؤول عن ذلك وحده.
والله أعلم.