الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن السنة أن تقرأ سورة الإخلاص والمعوذتين عند الصباح والمساء، وأن تقرأ بعد الصلوات المفروضة لورود الدليل بذلك.
فقد روى أبو داود واللفظ له، والترمذي وقال حسن صحيح غريب، والنسائي عن عبد الله بن خبيب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قل، قلت يا رسول الله ما أقول؟ قال: قل هو الله أحد، والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء. ومن السنة أيضاً قراءة السور الثلاث دبر الصلوات مرة واحدة.
فعن عقبة بن عامر قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ بالمعوذتين في دبر كل صلاة. رواه أبو داود والترمذي وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب.
قال النووي: وفي رواية أبي داود "بالمعوذات" فينبغي أن يقرأ قل هو الله أحد مع المعوذتين.
وأما لو قرأ ذلك بنية ذكر الصلاة وذكر الصباح والمساء، فهل تجزئه قراءة واحدة أم لا بد من قراءتين؟ فالجواب: أن الأصل أنه لا بد من قراءتين لأن كل قراءة مقصودة مشروعة لسبب معين، ولم نقف على من قال من أهل العلم المتقدمين بقراءتهن ثلاثاً بعد صلاة الفجر والمغرب واعتبار ذلك مجزئاً عن قراءتهن دبر الصلاة.
والله أعلم.