الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فقد اختلف أهل العلم من السلف والخلف في الجنة التي كان فيها آدم وحواء.. وخرجا منها هل في السماء أو في الأرض؟ فالجمهور أنها في السماء وأنها جنة الخلد التي أعدها الله تعالى دار كرامة لأوليائه في الآخرة. وذهب آخرون إلى أنها لم تكن جنة الخلد؛ وإنما هي جنة أعدها الله لهما وجعلها دار ابتلاء وامتحان في هذه الأرض. قال ابن كثير في قصص الأنبياء: واختلفوا في ذلك على قولين: أحدهما: أنها في السماء، وأنهما أهبطا منها.. وهذا قول الحسن... والثاني: أنها في الأرض لأنه امتحنهما فيها بالنهي عن الشجرة التي نهيا عنها دون غيرها وهذا قول ابن يحيى، وكان ذلك بعد أن أمر إبليس بالسجود لآدم.. والله أعلم بالصواب. وقد ناقش ابن كثير الاعتراضات الواردة على كلا القولين ورجح قول الجمهور لأدلة لا يتسع المقام لذكرها تجدها في التفسير وقصص الأنبياء. ولذا نرجو أن تطلع على عليها كما نرجو أن تطلع على الفتوى رقم: 24506.