الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحمد لله الذي من عليك بالهداية ولزوم طريق الحق، ونسأل الله أن يمن عليك بالتوبة النصوح مما أنت واقع فيه من النظر المحرم وما يجر إليه من ارتكاب العادة السرية، فجاهد نفسك وتوكل على الله ولا تيأس، وخذ بجميع الأسباب المؤدية إلى الإقلاع عن هذا الذنب من قبل أن يدهمك الموت وأنت مصر عليه، وانظر الفتوى رقم: 9195، والفتوى رقم: 7170 فإنهما بالغتا الأهمية.
ومن أهم أسباب العلاج دعاء الله عز وجل بذل وإلحاح أن يصرف عنك هذا البلاء، وأن يرزقك العفاف، وأن ييسر لك الزواج بامرأة صالحة، والتمس في دعائك أوقات الإجابة، والتزم آداب الدعاء، وانظر ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 23599، 17449، 32655، 8581.
وكذلك من الأسباب: سرد الصيام، فإن له تأثيراً بالغاً في كسر الشهوة وتهدئتها، ففي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء.
ومن أعظم أسباب العلاج عدم الذهاب إلى الأماكن التي توجد فيها النساء المتبرجات فإن في ذلك تعريض دينك للخطر، وانظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 53912، 5310، 4030، 2523.
ولتكن لك رفقة صالحة تتعاون معها على الخير، لأن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية.
كما ننصحك بالاستمرار في المجال الدعوي واحذر من تلبيس الشيطان، فإن الوقوع في المعصية ليس مسوغاً لترك الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإن كان أولى الناس بالامتثال هو الداعية، ولقد أُتي بأبي محجن صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شرب الخمر ليُحدّ يوم القادسية، وقبل أن يُحد طلب من امرأة سعد بن أبي وقاص أن تحل وثاقه ليجاهد في سبيل الله، فذهب وقاتل الفرس قتالاً شديداً ثم عاد ووضع القيد في يده، ولم تمنعه معصيته من بذل الجهد في خدمة هذا الدين.
وإن الذي يترك الدعوة إلى الله بحجة أنه واقع في المعصية، قد جمع على نفسه إثم المعصية والتفريط في واجب الدعوة وتفويت الأجر المترتب على دعوة الناس إلى التمسك بدين الله.
والله أعلم.