الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن الكتب المصنفة في الردود على أباطيل وشبهات المناوئين لهذا الدين كثيرة ومتنوعة، منها ما صنف في الرد على طعنهم في السنة (كدفاع عن السنة) للعلامة الدكتور محمد أبو شهبة، و(السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي) للدكتور مصطفى السباعي. وغيرهما، ومنها ما اختص بالرد على الملحدين، مثل كتاب (قصة الإيمان) لنديم الجسر، و(الفيزياء ووجود الله) لجعفر شيخ إدريس، ومنها ما اختص بالرد على شبهات العلمانيين والماركسيين والرأسماليين، (كمذاهب فكرية معاصرة)، و(شبهات حول الإسلام ) كلاهما لمحمد قطب، و (العلمانية) لسفر الحوالي. ومنها ما اختص بالرد على النصارى مثل (الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح) لشيخ الإسلام ابن تيمية و(هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى) لابن القيم، و(محاضرات في النصرانية) لمحمد أبو زهرة. كما أن موقع (الأزهر) على الإنترنت به صفحة للردود على أباطيل الطاعنين في القرآن والسنة، وذلك بعرض شبهات المغرضين من المستشرقين ونحوهم ثم الكر عليها وتفنيدها. هذا وينبغي التنبه إلى أمرين: الأول: مع كون الرد على افتراءات المشككين في الإسلام من الغيرة على الدين؛ إلا أنه لا ينبغي الانشغال به إلا بعد التضلع من علوم الشريعة.. ذلك أن الذي يتعرض لهذه الشبهات قبل التسلح بالعلم قد تنطلي عليه بعض هذه الشبهات فيهلك! ولذلك كان السلف رحمهم الله ينهون أشد النهي عن مجالسة أهل البدع. الثاني: لا ينبغي للمسلم أن يقف أمام شبهات المرجفين موقف المهزوم الذي يتمحل للدفاع عن الإسلام وتبرير ما جاء به من الأحكام، بل ينبغي أن يقف موقف المعتز بدينه الواثق بمنهجه المؤمن بعصمته، وبدلاً من أن يقف موقف المدافع يقف موقف المهاجم الذي ينقض على العلمانيين منهجهم، وكيف أنهم ردوا الشرع المعصوم واتخذوا بدلاً منه زبالة أفكار البشر لتكون دستورهم في الحياة، وكذلك ينقض على النصارى عقائدهم الباطلة من عبادة البشر والتثليث والصلب ونحو ذلك مما لا تقبله فطرة ولا يسيغه عقل. وهكذا مع باقي الطاعنين في هذا الدين.