الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أعطيناك في فتوى سابقة المعيار الذي تعرف به مدى قرب أو بعد الشخص عن منهج السلف، وأخبرناك بالتصرف الأمثل مع صديقك هذا.
أما شيخه، فالظاهر أنه مبتدع، وليس من أهل السنة والجماعة، إذا كان كما ذكرت، وليس أدل على ذلك من تفضيله لعلي بن أبي طالب على أبي بكر وعمر رضي الله عنهم أجمعين، فإن علماء السنة يجمعون على تقديم أبي بكر وعمر على باقي الصحابة، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كنا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لا نعدل بأبي بكر أحداً، ثم عمر، ثم عثمان، ثم نترك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نفاضل بينهم. رواه البخاري، ثم إن جعله إتمام المسافر خلف المقيم ضلالاً خطأ كبير، وانظر الفتويين: 8021، 7365.
وكذلك، فإن لبس ربطة العنق لم يعد من خصائص الكفار، فلا يحكم على كل من لبسها أنه متشبه بهم.
وانظر حكم استماع المعازف في الفتويين: 7248، 987، وانظر حكم الاحتفال بالمولد في الفتوى: 1563.
وأما يذكره من كون النبي صلى الله عليه وسلم وآله وسلم كان يفطر إفطارًا كاملاً قبل أن يصلي المغرب، فلا نعلمه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما الوارد عنه أنه كان يأمر بتعجيل الفطور، ومن ذلك قوله: عجلوا الإفطار وأخروا السحور. رواه الطبراني.
وكان صلى الله عليه وسلم يفطر على رطب أو تمر أو ماء، فقد روى الترمذي وغيره عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي على رطبات، فإن لم تكن رطبات فتميرات، فإن لم تكن تميرات حسا حسوات من ماء.
هذا، وإن تضليل هذا الشيخ لمن يخالف من العلماء دليل على تعصبه وجهله، وانظر الفتوى: 4402.
والله أعلم.