الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من سوء الأدب الدخول على المحارم بدون إذن خاصة لو كانت إحداهن نائمة، إذ ربما انكشف شيء من عورتها وهي لا تدري، فعن عطاء بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأله رجل فقال: يا رسول الله، أستأذن على أمي؟ فقال: نعم، فقال الرجل: إني معها في البيت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استأذن عليها. فقال الرجل: إني خادمها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استأذن عليها، أتحب أن تراها عريانة؟ قال: لا. قال: فاستأذن عليها. رواه الإمام مالك في موطأه مرسلاً، ومن طريقه البيهقي.
قال ابن عبد البر رحمه الله وهو مرسل صحيح مجتمع على صحة معناه.
هذا، ولقد ارتكبت إثماً بمباشرتك لأختك (التي حرمها الله عليك تحريماً أبدياً) حتى أنزلت!! فكما حرم الله الزنا، فإنه حرم مقدماته ودواعيه، فقال تعالى: وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً {الإسراء: 32}.
وإن كان الزنا محرما بين عموم الناس، فإن حرمته أشد إذا وقع بين المحارم، فقد روى الإمام أحمد وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من وقع على ذات محرم فاقتلوه.
وأنت وإن لم تكن قد قارفت الكبيرة، إلا إنك قاربت، وانظر حكم تقبيل المحارم في الفتويين: 3222، 7421.
واعلم أن ما ذكرته عن علاقة الحب التي بينك وبين أختك فوق العلاقة التي تكون بين ذوي الأرحام، ونخشى أن تكون قد تطورت إلى علاقة عشق والعياذ بالله، فننصحك وإياها بتقوى الله، والخوف منه، وتذكر غضبه وأليم عقابه، وننصحك بأن لا تختلي بها، ولا تلمسها، ولا تنظر إليها إذا كنت لا تأمن على نفسك الفتنة، وانظر داء العشق ودواءه في الفتوى رقم: 9360.
كما ننصحك بالإسراع إلى الزواج، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء. متفق عليه.
وكذلك ننصحك بأن تعمل على تزويج أختك وإعفافها.
والله أعلم.