الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا مانع للعبد الصالح من أن يقسم على الله تعالى في أمر من أمور البر النافعة، وقد بينا ذلك في الفتوى رقمٌ: 35270.
أما توفيق الله تعالى للمقسم فإنه مرجو لمن أخلص في قسمه وكان أهلاً لذلك، وإذا تخلفت إجابة قسمه في الدنيا فهذا لا يعني أنه غير مقبول، لأن الله تعالى قد يؤجل ذلك إلى الآخرة، أو يصرف عنه من السوء ما لا يعلمه، وراجع الفتوى رقم: 2395، والفتوى رقم: 21386.
أما عن الحديث الذي ذكرته، فقد رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما ومعناه أن الله تعالى لا ينظر إلى الصور والأموال، وإنما ينظر إلى القلوب، فرب دعوة أشعث الشعر مغبر الثياب، أرجى للقبول من دعوة مزين الظاهر خرب الباطن، قال النووي في شرحه على مسلم: معناه لا يحنثه لكرامته عليه. انتهى.
والله أعلم.