الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الحديث الأول رواه الدارقطني عن محمد بن علي، ولم نعثر على فتوى من فتاوانا تفيد صحته، وكيف يكون صحيحاً وهو حديث مقطوع وقفه الدارقطني على محمد بن علي وهو من صغار التابعين، وفي سنده عمرو بن شمر، وقد ضعفه ابن أبي حاتم والنسائي وابن عدي وغيرهم، وفيه كذلك يونس بن بكير وهو متكلم فيه فقد ضعفه العقيلي.
وأما الحديث الثاني فقد بينا في الفتوى رقم: 41701 أنه حكم عليه الذهبي وابن القيم بالوضع.
واعلم أن الحكم بصحة الحديث أو ضعفه إنما يتم بالنظر لسنده لا بالنظر للواقع كما ذكر أهل المصطلح، فهناك كثير من الاسرائيليات وكثير من الحكم التي هي صحيحة في نفسها ولكن لا يمكن الجزم بنسبتها للرسول صلى الله عليه وسلم ما لم ترو عنه بسند ثابت.
والله أعلم.