الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن تلقين الميت عند الاحتضار قد وردت به السنة الصحيحة، ففي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لقنوا موتاكم لا إله إلا الله. وذكر بعض أهل العلم أن التلقين له وقت آخر أيضاً، وهو بعد ما يتم الدفن، لأن الميت في ذلك يسأل فيحسن أن يذكر بما كان عليه من الاعتقاد.
روى أبو داود في سننه من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال: استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت، فإنه الآن يسأل. وراجع في هذا فتوانا رقم: 34922.
والغاية من التلقين عند الاحتضار هو أن يكون آخر كلام الإنسان قبل الخروج من الدنيا هو: لا إله إلا الله، فإن في الحديث: أن من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة. رواه الحاكم بسند صحيح.
وعليه، فما فاتك من تلقين قريبك لايعد خطأ لأنه في حالة غيبوبة ولا يدرك ما يقال له، ولو افترضنا أنه صاحٍ ويدرك، فإن التلقين حينئذ مستحب وليس بواجب، وتارك المستحب ليس آثماً، فلا شيء عليك إذا.
وما فعله أخوه من تلقينه قبل الدفن ليس معروفاً، لأن التقلين إما أن يكون وقت الاحتضار، وإما أن يكون بعد الدفن كما بينا، ومع ذلك فلا شيء عليه هو أيضاً فيما فعل.
والله أعلم.