الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ذكرنا هذا الحديث وبينا أن من فوائده قبول النصح من أي أحد لأن الحكمة ضالة المؤمن متى وجدها أخذها، وأن رد الحق على قائله من مظاهر الكبر، كما في الحديث: الكبر بطر الحق وغمط الناس. فراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 51766، 22072، 24081.
وقد ذكر أهل العلم أن على الإنسان أن يفتح أذنه وقلبه لما يمكن أن يناله من فوائد، ثم عليه أن يتأمل بعد ذلك في صحتها ويحقق فيها، فقالوا إن أبا هريرة كان من أعلم الصحابة وكان أستاذه أعلم خلق الله ولم يحمله ذلك على التعالي وترك الاستفادة من اللص الكذاب، ولكنه عرض ذلك على الرسول فلما صوبه له أصبح أمراً شرعياً ولذلك قال زعم أنه يعلمني، وقد قال بعضهم في نصح طلاب العلم:
كنش إذا جمعت كنش كنش * فتش إذا حصلت فتش فتش
فكانوا يوصون طلاب الحديث بتدوين ما سمعوه فقالوا إضاعة ورقة خير من ضياع حديث ثم بعد التدوين يبحثون عن التحقيق والتخريج.
والله أعلم.