الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي عليه جمهور السلف والخلف من الأمة هو تحريم المعازف بكافة أنواعها، بل حكى الإجماع على ذلك أكثر من واحد، منهم القرطبي والطبري وابن الصلاح وابن رجب الحنبلي وابن القيم وابن حجر الهيتمي...
وقد وردت أدلة كثيرة بتحريم الغناء، ولا شك أن تحريم الغناء تحريم للمعازف، فمن ذلك قول الله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ [سورة لقمان: 6].
قال ابن مسعود رضي الله عنه هو الغناء، ومن السنة الشريفة ما أخرجه البخاري من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليكونن من أمتى أقوام يستحلون الخمر والحر والحرير والمعازف.
واستثنى أهل العلم من الآلات التي تستخدم في الغناء الدف، لما روى الإمام أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فصل ما بين الحلال والحرام الدف والصوت في النكاح.
وإذا اجتمع مع المعازف الغناء الفاحش أو المهيج للغرائز أو الذي يؤدي إلى اختلاط بين الأجانب كان إثما على آثام، وتحريماً فوق تحريم.
والله تعالى أعطانا مواهب كثيرة وقدرات واسعة ليس من أجل أن نستخدمها في معصيته، بل لتكون في طاعته وعبادته، قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [سورة الذاريات: 56]. فحسن الصوت يمكن أن يستغل في تلاوة القرآن، والمواهب الموسيقية يمكن أن تستغل في أنواع التكنولوجيا وتطوير الصناعة التي تعود بالنفع على البشرية إلى غير ذلك مما هو معلوم.
والله أعلم.