الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يستحب رفع الصوت مع الجنازة بذكر أو غيره في قول عامة أهل العلم وهو المروي عن الصحابة والتابعين، قال أبو قلابة: كانوا يعظمون الميت بالسكينة. رواه ابن أبي شيبة في المصنف، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: لا يستحب رفع الصوت مع الجنازة لا بقراءة ولا ذكر ولا غير ذلك هذا مذهب الأئمة الأربعة، وهو المأثور عن السلف من الصحابة والتابعين ولا أعلم فيه مخالفاً، بل قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه نهى أن يتبع بصوت أو نار. رواه أبو داود... وقال قيس بن عباد -وهو من أكابر التابعين من أصحاب علي بن أبي طالب- كانوا يستحبون خفض الصوت عند الجنائز وعند الذكر وعند القتال، وقد اتفق أهل العلم بالحديث والآثار أن هذا لم يكن على عهد القرون الثلاثة المفضلة. انتهى.
قال الإمام النووي في المجموع: المستحب خفض الصوت في السير بالجنازة معها فلا يشتغلوا بشيء غير الفكر فيما هو لاقيه وسائر إليه. انتهى.
وقال في حاشية الجمل: وكره لغط فيها وهو ارتفاع الأصوات في سير الجنازة. انتهى، وعليه فتكره الزغاريد عند خروج الجنازة لأنه مخالف لهدي السلف الصالح.
والله أعلم.