الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن ابن سينا اتهم بأنه كان من القرامطة الباطنية، وكانت عنده أفكار فلسفية إلحادية، وقد كفره شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم.
قال ابن القيم في إغاثة اللهفان: وكان ابن سينا كما أخبر عن نفسه، قال: أنا وأبي من أهل دعوة الحاكم، فكان من القرامطة الباطنية الذين لا يؤمنون بمبدأ ولا معاد، ولا رب ولا خالق، ولا رسول مبعوث جاء من عند الله تعالى.
وكان هؤلاء زنادقة يتسترون بالرفض، ويبطنون الإلحاد المحض، وينتسبون إلى أهل بيت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وهو وأهل بيته براء منهم نسبا ودينا، وكانوا يقتلون أهل العلم والإيمان، ويدعون أهل الإلحاد والشرك والكفران، لا يحرمون حراما، ولا يحلون حلالا، وفي زمنهم ولخواصهم وضعت رسائل إخوان الصفا.
وقد صرح ابن تيمية بتكفيره في عدد من كتبه، وقد نقل ابن كثير في البداية، وابن الأثير في الكامل، وابن العماد في شذرات الذهب تكفيره عن عدد من العلماء.
هذا، وننبه إلى أن من آكد الواجبات علينا في هذا العصر أن نسعى في هدايتنا وهداية المعاصرين لنا ونبذل في ذلك قصارى جهدنا وطاقتنا، ولا مانع أن نبين ضلال من انحرفوا في العصور الأولى إذا خفنا من تأثر المعاصرين بأفكارهم، ولكن الأهم والأولى من ذلك هو دعوة الناس إلى الإيمان وربطهم بالسنة والقرآن.
والله أعلم.