الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فلا نرى مانعاً من هذا العمل بشرط أن لا يؤدي إلى تضييع شيء من الواجبات الشرعية كالصلاة في المسجد، وحاول أن تقنع الجهة المسؤولة بضرورة أن تسمح لك بأداء الصلاة في أقرب مسجد. فإن لم يسمحوا لك بذلك فإننا لا نجد لك رخصة في التخلف عنها، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يرخص لأعمى سمع النداء في التخلف عنها، مع أنه ليس له قائد يقوده، فكيف بشاب ممتلىء نشاطا وقوة. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: اتقوا الله وأجملوا في الطلب. رواه ابن ماجة ـ أي اطلبوه بالترفق بغير كد ولا حرص ولا تهافت على الحرام والشبهات . ثم إنك إذا اشتغلت يومياً ستة عشر ساعة فسوف يرهقك العمل فلاتكاد أن تؤدي الصلاة بطمأنينة وخشوع. وإنك إذا اتقيت الله سبحانه وتعالى فسوف يجعل لك مخرجاً ويسراً، لقوله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً *وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ {الطلاق:2ـ3}، وقال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً{الطلاق: 4}. والله أعلم.