الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن العمل والتكسب لطلب المال يكون فرضا على الشخص إذا كان عليه واجبات كالنفقة الواجبة وقضاء حقوق الناس، وأما طلب العلم الزائد على فرض العين فهو مستحب، وقد قال أهل العلم: إن حقوق الله تعالى مبنية على المسامحة، وحقوق الناس مبنية على المشاحة، لاستغناء الله تعالى وحاجة العباد.
على أن بعض أهل العلم ذهب إلى أن التكسب غير الواجب أفضل من التفرغ للعبادة، لأن نفع العبادة قاصر ونفع التكسب متعد، لهذا ننصحك بمتابعة العمل حتى تقضي عنك الدين، ثم تنظر في أمرك بعد ذلك، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين. رواه مسلم، وإذا وجدت فرصة في تلك الفترة لطلب العلم فلا تضيعها.
وننصحك بالإكثار من الأدعية المأثورة في قضاء الدين ومنها: اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، واغنني بفضلك عمن سواك. رواه الترمذي، ومنها ما علمه النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال له: «أَلَا أُعَلِّمُكَ دُعَاءً تَدْعُو بِهِ لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ جَبَلٍ دَيْنًا لَأَدَّى اللَّهُ عَنْكَ؟ قُلْ يَا مُعَاذُ , اللَّهُمَّ مَالِكُ الْمُلْكِ , تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ , وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ , وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ , وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ , بِيَدِكَ الْخَيْرِ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ , رَحْمَانُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ , تُعْطِيهُمَا مَنْ تَشَاءُ , وَتَمْنَعُ مِنْهُمَا مَنْ تَشَاءُ , ارْحَمْنِي رَحْمَةً تُغْنِينِي بِهَا عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِوَاكَ». رواه الطبراني. وهو حديث حسن.
ونسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والثبات وتيسير الأمور، وللمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتويين التاليتين: 41315، 47551.
والله أعلم.