الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالإنصات لخطبة الجمعة واجب، ويحرم الانشغال عنها ولو بمستحب كالذكر والتسبيح على الراجح من أقوال أهل العلم رحمهم الله، ولا فرق في ذلك بين الرجل والمرأة كما صرح به العدوي في حاشيته على كفاية الطالب الرباني لرسالة ابن أبي زيد القيرواني وهذه نبذة من كلام أهل العلم في المسألة، قال الحصكفي رحمه الله في الدر المختار: فيحرم أكل وشرب وكلام ولو تسبيحا أو رد سلام أو أمرا بمعروف بل يجب عليه أن يستمع ويسكت. وقال الدردير في الشرح الصغير: (و) جاز ( ذكر) كتسبيح وتهليل ( قل سرا) حال الخطبة ومنع الكثير جهرا لأنه يؤدي إلى ترك واجب وهو الاستماع، والظاهر أن الجهر باليسير مكروه. وقوله جل وعلا: مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِه {الأحزاب: 4} شامل للرجل والمرأة، وعليه فلا تستطيع المرأة أن تقرأ أو تسبح وتعي ما يقوله غيرها في نفس الوقت وهذا واقع مشاهد، وهو أكبر شاهد على أن الآية عامة في الرجال والنساء، وأما ما حكاه لك صاحبك فالذي يظهر أنه ليس في خصوص هذه المسألة فيحتاج إلى تثبت.