الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن ورود الناس النار حقيقة، وكون الموت مصير كل إنسان حقيقة أخرى، فقد ورد بكلتيهما القرآن الكريم، فالأولى في قول الله تعالى: وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا {مريم:71}، والثانية في قوله سبحانه: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ {الأنبياء:35}، وقد اختلف المفسرون في معنى ورود النار المذكور بالآية الأولى على أقوال منها:
القول الأول: أن المراد دخول النار حقيقة، قالوا ولكنها تكون للمؤمنين برداً وسلاماً.
القول الثاني: أن المراد بذلك المرور على الصراط، وليس دخول النار حقيقة.
ولعل هذا القول الثاني هو الأقرب للصواب، ويؤيده الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن صفة الصراط وفيه: ثم يضرب الجسر على جهنم، وتحل الشفاعة، ويقولون: اللهم سلم سلم. قيل: يا رسول الله، وما الجسر؟ قال: دحض مزلة، فيه خطاطيف وكلاليب، وحسك تكون بنجد فيها شويكة يقال لها السعدان، فيمر المؤمنون كطرف العين، وكالبرق، وكالريح وكالطير، وكأجاويد الخيل والركاب. فناج مسلم، ومخدوش مرسل، ومكدوس في نار جهنم. الحديث، وهذا لفظ مسلم.
والله أعلم.