الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن لتقوى المرء آثاراً ملموسة تظهر له عاجلة مع ما يدخره الله له من المثوبة الآجلة، ومن آثار تقوى الإنسان استجابة دعائه، روى البخاري من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيما يحكيه عن ربه: ... ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه.
ومنها: أيضاً الرؤى الصالحة. قال النبي صلى الله عليه وسلم: لم يبق من النبوة إلا المبشرات، قالوا: وما المبشرات؟ قال: الرؤيا الصالحة.
والرؤيا الصالحة التي تتحقق للإنسان كلما رآها علامة خير، وهي من صفات أولياء الله، قال تعالى: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ* الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ* لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ {يونس:62-63-64}.
روى عبادة بن الصامت قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا؟ قال: هي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له. أخرجه أحمد والترمذي.
وعليه، فداومي على ما أنت فيه من العبادة، وتعلمي أحكام دينك، فعسى أن يكون الله يريد بك الخير.
والله أعلم.