الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الحياء من الكبير لا يسوِّغ عدم نصحه، لأن النصح بالحكمة فيه إحسان إلى المنصوح، وقيام بالحق الواجب له، فقد نصح إبراهيم أباه، ونصح الرسول صلى الله عليه وسلم أبا طالب، كما في حديث البخاري.
ثم إن ظن قبول المنصوح نصح من أمره أو نهاه ليس شرطا في وجوب القيام بالنهي عن المنكر، لأن الناهي يقوم بما أوجب الله عليه من النهي عن المنكر معذرة إلى ربه أو ليهتدي المنهي، ويدل لهذا قول الله في شأن من نهوا عن الصيد يوم السبت: وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ {الأعراف: 164}.
وأما في حالك هذه التي ذكرت فالظاهر -والله أعلم- أنه لا إثم عليك، لأن النوم على البطن مكروه عند أهل العلم، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 5439.
وقد ذكر أهل العلم أن من شروط وجوب النهي عن المنكر الاتفاق على حرمته أو رجحانها، وراجع الفتوى رقم: 5870.
والله أعلم.