الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلابد من بيان أمرين:
أولاً: إذا كان هذا الرجل ملتزماً بشعائر الدين، محافظاً على الصلوات مؤدياً للفرائض مجتنباً للكبائر مرضي الدين والخلق، وتقدم للزواج منك، وأمكنه توفير مسكن خاص يلائمك، وكان قادراً على النفقة والعدل بينك وبين زوجته الأخرى، فلا بأس بالزواج منه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه. رواه الترمذي وغيره. فلابد أن يكون صحيح الاعتقاد، حسن الأخلاق، معروفاً بذلك.
فإذا توفر كل ما تقدم، فلا توافقي عليه حتى تستخيري ربك، وتستشيري من تثقين فيه من أهلك ممن تعرفين منهم النصح والأمانة، لأنه لا خاب من استخار ولا ندم من استشار، وقد أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى الاستخارة في مثل هذه المواقف، فإذا انشرح الصدر للأمر، وتيسرت الأمور، فامضي فيه على بركة الله، وإن وجد الانقباض والضيق أو تعسرت الأمور، فلا تمضي فيه، واعلمي أن الله لم يقدره لك. وننصحك بعدم التعجل في الموضوع.
أما كونك تعرفين زوجته الأولى وبينك وبينها صداقة، فلا علاقة لذلك بالموضوع، ولا تكونين مذنبة أو خائنة إذا قبلت الزواج من ذلك الرجل.
ثانياً: أما بالنسبة لمسألة تعرفك على هذا الرجل في الكلية ووجود علاقة بينك وبينه وقد وصفتيها بقولك، (في حدود الأخ والأخت) فليتك لم تتعرفي عليه أصلاً، لأننا رأينا أن هذه العلاقة قد تطورت، وقد قال لك بأنه (أصبح لا يفكر إلا بك)، فالواجب عليك قطع العلاقة مع هذا الشاب، لأنه أجنبي عنك.
وقد تقدمت أجوبة مفصلة عن ضوابط العلاقة بين الرجل والمرأة نحيلك على بعضها تجنباً للتكرار، منها: 4522، 3706.
والله أعلم.