الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الإنسان في هذه الحياة مجبول على التحرك والعمل بدوافع وغايات متعددة، فإن قصد إرضاء الله وابتغاء وجهه فيما يقوم به من الأعمال المباحة فإنه يؤجر على ذلك إن شاء الله، وسواء كانت هذه الأعمال من العبادات أو الأمور الأخرى فإن النية الصالحة تحول المباحات إلى عبادات، فمثلا تناول الطعام بنية التقوي على أداء العبادات البدنية يكون عبادة، وأيضا فإن تعلم الهندسة والطب والبرمجة من فروض الكفايات، وقد نص الإمام النووي في المجموع على أن تعلم العلوم الدنيوية من فروض الكفايات. قال ابن القيم في الطرق الحكمية: ومن ذلك أن يحتاج الناس إلى صناعة طائفة كالفلاحة والنساجة والبناء وغير ذلك، فلولي الأمر أن يلزمهم بذلك بأجرة مثلهم فإنه لا تتم مصلحة الناس إلا بذلك، ولهذا قالت طائفة من أصحاب أحمد والشافعي أن تعلم هذه الصناعات فرض على الكفاية لحاجة الناس إليها.
والله أعلم.