الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلقد جاء الإسلام ليرسي لنا قاعدة عظيمة ألا وهي دفع الضرر فحرم بهذه القاعدة كل ما يجلب الضرر للإنسان (لا ضرر ولا ضرار) وإن مشاهدة مثل هذه الأفلام وما يتبعها من عمل العادة حرام ومنكر، ومن أسباب أمراض القلوب وقسوتها، قال الله تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {النور:30}، فضلاً عن ذلك فإنها تورث الكثير من الأمراض، فالوقاية خير من العلاج، فتوجه إلى الله بقلبك وجوارحك بالتوبة، قال الله تعالى في الحديث القدسي: يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم. رواه مسلم عن أبي ذر، وراجع الفتوى رقم: 6617، والفتوى رقم: 7170.
وإليك أخي الكريم بعض الوسائل التي تعينك وتهديك إلى طريق التوبة والإقلاع عن هذه العادة وما يسببها:
1- صدق النية مع الله في الرجوع إليه بإصلاح العمل ظاهراً وباطناً.
2- البعد والحذر من الوسائل التي تثير الشهوة وتوقع في الحرام، ومفارقة قرناء السوء.
3- استشعار الرقابة الإلهية، قال الله تعالى: وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ، وقال تعالى: أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى.
4- الإكثار من الصوم كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب: من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء. متفق عليه.
5- مجاهدة النفس والإكثار من النوافل وقيام الليل، قال شيخ الإسلام: فإن الصلاة فيها دفع مكروه وهو الفحشاء والمنكر، وفيها تحصيل محبوب وهو ذكر الله. انتهى.
6- الاشتغال بالعبادة وذكر الله والدعاء والاستغفار والإكثار من الأعمال الصالحة مع الإخلاص لله، قال الله تعالى: كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ {يوسف:24}.
7- تذكر الموت والخوف من سوء الخاتمة وأهوال يوم القيامة والجنة والنار واستحضار ذلك والاستعداد له، مع زيارة القبور والحرص على رؤية المحتضرين.
8- العلم بأن الذنوب والمعاصي هي من أسباب الشقاء في الدنيا والآخرة، واعلم أن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم.
9- عليك بالصبر والاستعانة بالله، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ومن يتصبر يصبره الله، ومن يستعفف يعفه الله، وما أعطي أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر. متفق عليه، والله نسأل أن يجعلك من عباده الصالحين، وللمزيد راجع الفتوى رقم: 9195.
والله أعلم.