الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فكان مما ينبغي لك قبل الزواج أن تختار من عرفت أنها ذات دين لما أرشد له النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. رواه الشيخان من حديث أبي هريرة.
وأما الآن فالذي ننصح به زوجتك هو أن تتقي الله وتطيعك في كل ما تريد منها مما لا معصية فيه، وألا تطلب منك الطلاق، ففي رضا الزوج عن زوجته يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما روته أم سلمة رضي الله عنها: أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة. أخرجه الترمذي وحسنه. ويقول فيما رواه الترمذي بإسناد حسن: لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها. وروى أصحاب السنن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أيما امرأة سألت زوجها طلاقا من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة.
وننصح كذلك أهل زوجتك بالابتعاد عن إفسادها عليك، فإن تخبيب الزوجة ذنب كبير. قال النبي صلى الله عليه وسلم: ليس منا من خبب امرأة على زوجها أو عبدا على سيده. رواه الإمام أحمد وأبو داود وصححه الألباني. كما ننصحكم جميعا بالابتعاد عن المعاصي فإن الله قريب لا ينام، وسينبأ كل امرئ بما قدم وأخر.
وفيما يتعلق بالخلع فإنه يقع بالذي تتفقان عليه، سواء كان قدر الذي أخذته الزوجة من الزوج أو أقل أو أكثر، قال تعالى: فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ {البقرة: 229}. وراجع فيه فتوانا رقم: 8649.
والذي ننصحك به أنت هو أن تحاول إصلاح زوجتك وحملها على تطبيق أوامر الله، وتسعى بمثل ذلك لسائر أصهارك، فإن أيقنت أن زوجتك لا تستجيب لذلك فالأحسن مفارقتها والبحث عن امرأة صالحة، تعينك في دينك ودنياك. واعلم أن ترك الصلاة إن كان مع إنكار وجوبها فهو كفر بالإجماع، وإن كان للكسل فقالت طائفة من أهل التحقيق: إنه كفر أيضا، وقال آخرون: إنما هو من أكبر درجات الفسوق.
وعلى كل؛ فلا خير في البقاء مع امرأة مصرة على ترك الصلاة.
والله أعلم.