هل تلزم الجمعة لمن خرجوا في نزهة إلى مكان قريب من البلد؟

21-12-2025 | إسلام ويب

السؤال:
نحن مجموعة يزيد عددها عن 100 شخص، نريد الذهاب في نزهة لمدة يومين إلى جزيرة تبعد عن مكان إقامتنا 10 كيلومترات، ويصادف يوم النزهة يوم الجمعة، ويوجد في الجزيرة مسجد تقام فيه صلاة الجمعة عادة، ويبعد عن موقع الرحلة 3–4 كيلومترات، لكن في يوم رحلتنا سيكون الخطيب وجميع الشباب الذين يعتمد عليهم المسجد في صلاة الجمعة موجودين معنا في النزهة، ولن يبقى في الجزيرة أحد سوى صغار السن والنساء، فهل تجب علينا صلاة الجمعة أم نصليها ظهرًا؟ وهل يجب علينا الذهاب للقرية القريبة لحضور صلاة الجمعة، أم يكفينا أن نصلي الظهر في مكان الرحلة؟ علمًا أن التنقل في الجزيرة صعب؛ بسبب عدم توفر السيارات.
وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الجمعة واجبة على كل ذَكَر بالغ عاقل حُرّ مستطيع مقيم في بلد تقام فيه الجمعة، أو بالقرب منه.

وخروجكم للنزهة تلك المسافة لا يخرجكم عن حكم المقيمين عند جمهور أهل العلم، إلا أن المقيم الذي تجب عليه الجمعة هو من كان داخل البلد، ولو بعدت عنه الجمعة، أو خارجه، لكنه يسمع منه النداء بدون مكبِّر من الصيِّت حال هدوء الأصوات، وسكون الرياح، قال ابن حجر في فتح الباري: والذي ذهب إليه الجمهور: أنها تجب على من سمع النداء، أو كان في قوة السامع، سواء كان داخل البلد، أو خارجه، ومحله -كما صرح به الشافعي- ما إذا كان المنادي صيتًا، والأصوات هادئة، والرجل سميعا. انتهى.

وحدَّ الحنابلة القرب بفرسخ فما دونه، والفرسخ: ثلاثة أميال، فهو يزيد على خمسة كيلومترات بيسير، قال ابن قدامة في المغني- عند قول الخرقيوتجب الجمعة على من بينه وبين الجامع فرسخ -هذا في حق غير أهل المصر-، أما أهل المصر فيلزمهم كلهم الجمعة بعدوا أو قربوا، قال أحمد: أما أهل المصر فلا بد لهم من شهودها، سمعوا النداء، أو لم يسمعوا. انتهى.

والذي نرجّحه هو ما ذكره ابن حجر، ونسبه إلى الجمهور من أن العبرة بسماع الأذان لمن كان خارج البلد، فعلى اعتبار أن الموضع الذي نزلتم فيه كان داخل أبنية البلد؛ فإن الجمعة واجبة عليكم.

وأما إن كان ذلك الموضع خارج البلد، بعيدًا عن الأبنية، ولا يسمع منه أذان الجمعة بالوصف السابق؛ فإنها تسقط عنكم الجمعة -إن خرجتم من البلد قبل الزوال-، وهذا على الراجح من أقوال أهل العلم؛ لأنه لم يثبت أنه صلى الله عليه وسلم كان يأمر أهل البوادي المحيطة بالمدينة أن يصلوا جمعة.

ولكنه يكره الخروج لغير حاجة بعد فجر الجمعة؛ لما فيه من تفويت حضور الجمعة، وفي لقاء الباب المفتوح، سئل الشيخ ابن عثيمينشباب خرجوا في رحلة إلى منطقة بعيدة، ونزلوا في مكان بعيد من البلد، لكنهم ما زالوا يسمعون الأذان؛ بسبب وجود المكبرات، فهل تلزمهم الجمعة والجماعة مع أهل ذلك البلد؟

فأجاب: لا تلزمهم، يعني: إذا بعدوا عن البلد بحيث لا يسمعون صوت المؤذنين، لولا وجود مكبر الصوت: فلا تلزمهم.

وأما إذا كانوا قريبين من البلد، بحيث لو كان المؤذنون يؤذنون بغير مكبر لسمعوه؛ فإنه يلزمهم. انتهى.

والله أعلم.

www.islamweb.net