الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
أحبك الله الذي أحببتنا لأجله ونسأله تعالى أن يتقبل منا ويجمعنا جميعاً في مستقر رحمته، وبعد:
فلا شك أن الحسن خليفة من الخلفاء الشرعيين لهذه الأمة وأنه المكمل لمدة الخلافة، يدل على ذلك ما رواه ابن حبان في صحيحه، وفي السيرة النبوية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الخلافة بعدي ثلاثون سنة، ثم تكون ملكاً. كما رواه الطبراني وغيره، وصححه الألباني في صحيح الجامع.
فقد توفي النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم الثاني عشر من ربيع الأول سنة إحدى عشرة للهجرة، وتوفي علي -رضي الله عنه في السابع عشر من رمضان سنة أربعين وتولى الخلافة بعده الحسن رضي الله عنه من ذلك الوقت إلى الخامس والعشرين من ربيع الأول سنة 41 وتنازل عنها في هذا اليوم بعد التشاور مع أصحابه لصالح معاوية رضي الله عنه، فكانت مدة خلافته حوالي ستة أشهر هي المكملة لثلاثين سنة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
ولعل الذي جعل الناس يلقبون عمر بن عبد العزيز رحمه الله بخامس الخلفاء الراشدين أنه جاء في وقت ابتعد الخلفاء فيه عن الهدي النبوي في الحكم وعن سيرة الخلفاء الراشدين، أو لعله لقلة فترة خلافة الحسن رضي الله عنه ولاضطراب أمرالمسلمين في تلك الفترة، وللمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 36833.
والله أعلم.