الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فدعاء الله تعالى بالزواج من شخص معين أمر لا يأباه الشرع ولا يمنع منه، لأن الزواج مباح في أصله، فيكون دعاء الله به مباحاً أيضاً، ولو كان ذلك بشخص معين، والأولى أن يدعو المرء الله تعالى أن يختار له ما فيه الخير، فاختيار الله للعبد خير من اختياره لنفسه، قال الله تعالى: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ [البقرة:216]، وراجعي الفتوى رقم: 19339.
وصاحب الحاجة يسأل حاجته مهما كانت، ومن أهم الأشياء بالنسبة للمسلم الزواج، فينبغي للمسلم أن يسأل الله أن يرزقه الزوجة الصالحة، وكذلك الأمر بالنسبة للمسلمة، فتسأل الله أن يرزقها الزوج الصالح.
وقد كان السلف الصالح يسألون الله كل شيء حتى شسع النعل، امتثالاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ليسأل أحدكم ربه حاجته حتى يسأله الملح، وحتى يسأله شسع نعله إذا انقطع. رواه الترمذي.
وليس هناك دعاء خاص بالزواج، فللعبد أن يتخير من الدعاء ما شاء لطلب حاجته من ربه وليتحر أوقات إجابة الدعاء كالثلث الأخير من الليل وفي السجود وبين الأذان والإقامة وليدع الله وهو موقن بالإجابة، وعليه أن لا يستعجل الإجابة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل. رواه مسلم.
ونسأل الله عز وجل أن ييسر أمر زواج أبناء وبنات المسلمين وأن يحصن فروجهم ويجنبنا وإياهم الفتن والمنكرات إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والله أعلم.