الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن تعريض القرآن الكريم لأن يرفع عليه الصوت لا ينبغي، لما فيه من تعريض السامعين للغو عند سماعه وهو من سمات المشركين، كما قال الله تعالى: وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ [فصلت:26].
وقد نص العلماء على تحريم رفع الصوت على القرآن والحديث أخذاً من قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ [الحجرات:2].
وبناءً عليه، فإنه يمكن أن تنصحهم أنت بنفسك وتعظهم أو تفتح لهم محاضرة علمية أو أناشيد هادفة، ولا تعرض لهم القرآن من باب سد الذرائع، لئلا يحملهم العناد على الوقوع في الحرام كرفع الصوت عليه أو الاستهزاء به، وقد قال الله تعالى: وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ [الأنعام:108].
ولا يلزمك إلا التوبة ومواصلة الدعوة إلى الله في جميع الميادين، وأن تستخدم في كل حال الوسيلة المناسبة، وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 14575، 34160، 1568، 1072.
والله أعلم.