الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلعل السائل الكريم يقصد تلك القصة التي رواها الطبراني وأحمد والبيهقي بألفاظ مختلفة عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن ها هنا غلاماً قد احتضر، يقال له: قل لا إله إلا الله، فلا يستطيع أن يقولها، قال: أليس قد كان يقولها في حياته؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: فما منعه عند موته؟ فجاءه النبي صلى الله عليه وسلم ولقنه كلمة التوحيد، فقال: لا أستطيع... قال: ولم؟ قال: لعقوق والدتي... فأرسل إليها النبي صلى الله عليه وسلم فجاءت، فقال لها: أرأيت لو أن ناراً أججت فقيل لك إن لم تشفعي له قذفناه في هذه النار؟ قالت: إذن كنت أشفع له... فرضيت عنه وأشهدت على ذلك فنطق بكلمة التوحيد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الحمد لله الذي أنقذه من النار.
فهذا ملخص ما جاء في تلك الروايات ولم يرد فيها ذكر لعلقمة ولا لأمه، ولم نقف على اسم هذا الشاب هل هو علقمة أم لا؟ ومع هذا فإن هذا حديث ضعيف، قال عنه الألباني رحمه الله تعالى في ضعيف الترغيب والترهيب "ضعيف جداً".
ويغني عنه ما جاء في كتاب الله عز وجل وما جاء في الصحيحين وغيرهما من التحذير والتنفير من عقوق الوالدين.... ومن الترغيب في برهما والإحسان إليهما، ولعل الخطباء الذي يذكرون هذه القصة في خطبهم يستندون في ذلك على القول بجواز العمل والاستشهاد بالحديث الضعيف في الترغيب والترهيب وفضائل الأعمال دون العقائد والحلال والحرام... وخاصة إذا كان له أصل من الكتاب والسنة والقواعد العامة للشرع، ولكن يجب على هؤلاء الخطباء أن يعلموا أن هنالك قيداً آخر لجواز العمل بالضعيف وهو ألا يكون شديد الضعف، وقد مر بك أن الحديث شديد الضعف كما نص على ذلك الألباني.
والله أعلم.