الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالغش في تربية الأولاد يكون في عدم القيام على الأولاد بما يؤدبهم ويصلحهم، وبعدم تعليمهم ما يلزمهم من أمور الدين والدنيا، وتأديبهم بآداب وأخلاق الإسلام، وتكوين شخصيتهم الإسلامية، ويكون أيضاً بعدم النصح لهم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من استرعى رعية فلم يحطهم بنصيحة لم يجد ريح الجنة، وريحها يوجد من مسيرة مائة عام. رواه البخاري والإمام أحمد.
وقال عليه الصلاة والسلام: أيما راع استُرعِيَ رعية فغشها فهو في النار. رواه الإمام أحمد، والحديث صحيح.
فعلى كل من منّ الله عليه بولد، سواء كان أباً أو أماً مطلقة أو غير مطلقة أن يتقي الله تعالى في ولده، وأن يشكر تلك النعمة بأداء حقها لها وحق الله تعالى فيها.
وأما ما فعلته هذه الأم الحاضنة من عدم إذنك ومشورتك في توكيل آخرين في تربية ابنتك وسفرها عنها فهو تعدٍ ومجاوزة لحقها -أي الحاضنة- إذ ليس للحاضنة إلا أن تأخذ بحقها في الحضانة أو تتنازل عنه لمن له الحق بعدها.
أما أن تترك الصبي المحضون عند من تشاء، فهذا ليس من حقها، كما أن من أول حقوق الولد على من هو تحت رعايته أن يعلمه حب المسلمين جميعاً وحقوق الأقربين خصوصاً وأولهم الوالدان، فيعلم الصبي بوجوب برهما وعظيم حقهما عليه حتى ينشأ واصلاً للرحم باراً بوالديه، أما أن يربى على كره والديه أو أحدهما فلا شك أن هذا هو الغش وعدم النصح، أما عن الاحتفال بعيد الميلاد، فتراجع فيه الفتوى رقم: 1319، والفتوى رقم: 2130.
والله أعلم.