الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن ابنك أخطأ من جهة شجاره مع والدته؛ لأن هذا من العقوق، ومن جهة قوله: إنه عبد المال، ولكن لا يُحكم بكفره كفرًا أكبر مخرجًا من الملة، وليست هذه الكلمة كسب الله -تعالى-، وسب رسوله -صلى الله عليه وسلم-، والمساواة بينها جهل.
وما جاء في السنة من الدعاء على "عبد الدينار، وعبد الدرهم" ليس معناه أنه يعبده حقيقة من دون الله، وأنه كافر باستحقاقه ذلك الوصف، وإنما كما قال شراح الحديث: المقصود بعبد الدينار، وعبد الدرهم: محبُّه الذي يسعى في جمعه، وإطلاق العبد عليه طريقه الاستعارة والإضافة لأدنى ملابسة. اهـ. كما في الكوثر الجاري إلى رياض أحاديث البخاري.
وفي عمدة القاري شرح البخاري: قوله: (عبد الدينار)، مجاز عن حرصه عليه، وتحمل الذلة لأجله، أي: طلب ذلك قد استعبده وصار عمله كله في طلبهما، كالعبادة لهما. اهـ.
والله أعلم.