الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن هذا الحديث صححه الحاكم، وخالفه الذهبي فذكر أن فيه انقطاعاً، وقد أخرج البخاري عن عوف حديثاً ذكر فيه ستا من علامات الساعة يرجع إليه في الفتوى رقم: 24896.
وقد أخرج ابن منده في الإيمان حديثاً قريباً من حديث البخاري ذكر فيه ست مسائل من علامات الساعة، وقد صحح ابن منده سنده كما صححه الألباني في فضائل الشام.
قال ابن منده أخبرنا عمر بن محمد بن سليمان العطار بمصر ثنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم بن بشر القرشي ثنا إبراهيم بن عبد الله بن العلاء بن زيد ثنا أبو عبد الله بن العلاء عن مكحول عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن عوف بن مالك قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في خباء له من أدم فسلمت، ثم قلت: أدخل؟ قال: ادخل، فأدخلت رأسي، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ وضوءاً مكيناً، فقلت: يا رسول الله، أدخل كلي؟ قال: كلك، فلما جلست قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ست خصال بين يدي الساعة: موت نبيكم عليه السلام، فوجمت لذلك وجمة ما وجمت مثلها قط. قال: قل: إحدى. قلت: إحدى. قال: وفتح بيت المقدس، وفتنة فيكم تعم بيوتات العرب، وداء يأخذكم كقعاص الغنم، ويفشو المال فيكم حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطاً، وهدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون فيأتونكم في ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفاً. انتهى، هذا إسناد صحيح على رسم الجماعة رواه الوليد بن مسلم وغيره عن ابن زبر. انتهى، ورواه يحيى بن أبي عمرو الشيباني عن مكحول وإبراهيم بن عبد الله بن العلاء ثقة حدث من كتاب أبيه روى عن ابن عوف وأبو زرعة ويعقوب بن سفيان. انتهى.
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الأذرعي ثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو ثنا أبو اليمان الحكم بن نافع ثنا صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بناء له فسلمت عليه، فقال لي: يا عوف، قلت: نعم. قال لي: ادخل. قلت: كلي أو بعضي. قال: بل كلك، فقال: يا عوف، اعدد ستا بين يدي الساعة: أولهن موتي. قال: فاستبكيت حتى جعل يسكتني، ثم قال: قل إحدى. قلت: إحدى. قال: والثانية فتح بيت المقدس. قل: اثنتين. قلت: اثنتين. قال: والثالثة موتان يكون في أمتي يأخذهم مثل قعاص الغنم. قل: ثلاثاً. قلت: ثلاثاً. قال: والرابعة فتنة تكون في أمتي وعظمها. قل: أربعاً. قلت: أربعاً. قال: والخامسة يفيض فيكم المال حتى إن الرجل ليعطي المائة دينار فيتسخط. قل: خمساً. قلت: خمساً. قال: والسادسة هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر، فيسيرون إليكم على ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفاً. اهـ . رواه أبو المغيرة وبقية وغيرهما عن صفوان هذا إسناد صحيح أخرج مسلم بهذا الإسناد حديث السلب للقاتل. اهـ إسناده صحيح.
والله أعلم.