الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الأذكار المأثورة التعبدية التي وردت بصيغة الإفراد لا ينبغي أن تغير.
قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" في توجيهه لرد النبي صلى الله عليه وسلم على من أبدل لفظ الرسول بالنبي في الذكر المشهور: (... وبنبيك الذي أرسلت ...).
قال الحافظ: وأولى ما قيل في الحكمة في رده صلى الله عليه وسلم على من قال الرسول بدل النبي: أن ألفاظ الأذكار توقيفية، ولها خصائص وأسرار لا يدخلها القياس؛ فتجب المحافظة على اللفظ الذي وردت به.
وهذا اختيار المازري قال: فيقتصر فيه على اللفظ الوارد بحروفه، وقد يتعلق الجزاء بتلك الحروف. ولعله أوحى إليه بهذه الكلمات فيتعين أداؤها بحروفها. انتهى.
وأما إن كانت الأذكار يراد بها التعوذ والدعاء؛ فالظاهر أنه يجوز تغييرها بحسب حال الداعي والمدعو له، كما نص عليه أهل العلم في الدعاء للميت في صلاة الجنازة.
ويدل لهذا ما في سنن أبي داود والترمذي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعوِّذ الحسن والحسين: أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة، ثم يقول: كان أبوكم يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق.
وفي الفتاوى الكبرى أنه سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: عن امرأة سمعت في الحديث: اللهم إني عبدك وابن عبدك، ناصيتي بيدك.... إلى آخره، فداومت على هذا اللفظ، فقيل لها: قولي: اللهم إني أمتك بنت أمتك إلى آخره، فأبت إلا المداومة على اللفظ، فهل هي مصيبة أم لا؟
فأجاب -رحمه الله-: بل ينبغي لها أن تقول: اللهم إني أمتك بنت عبدك ابن أمتك، فهو أولى وأحسن، وإن كان قولها: عبدك ابن عبدك له مخرج في العربية، كلفظ الزوج، والله أعلم. انتهى.
والله أعلم.