الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج -إن شاء الله تعالى- في تسمية المولود -براء الرحمن- والإضافة إلى الله سبحانه في مثل هذا هي إضافة خلق وملك له سبحانه، يشترك فيها الخلق كلهم.
قال ابن تيمية في الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح: وأما الأعيان إذا أضيفت إلى الله تعالى، فإما أن تضاف بالجهة العامة التي يشترك فيها المخلوق، مثل كونها مخلوقة، ومملوكة له، ومقدورة، ونحو ذلك، فهذه إضافة عامة مشتركة، كقوله: هذا خلق الله {لقمان: 11}.
وقد يضاف لمعنى يختص بها يميز به المضاف عن غيره، مثل: بيت الله، وناقة الله، وعبد الله، وروح الله، فمن المعلوم اختصاص ناقة صالح بما تميزت به عن سائر النياق، وكذلك اختصاص الكعبة، واختصاص العبد الصالح الذي عبد الله، وأطاع أمره، وكذلك الروح المقدسة التي امتازت بما فارقت به غيرها من الأرواح. اهـ.
ولكن الأولى التسمية بالأسماء الحسنة المعروفة، وأفضلها: عبد الله، وعبد الرحمن، كما في صحيح مسلم عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أَحَبَّ أَسْمَائِكُمْ إِلَى اللهِ، عَبْدُ اللهِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ.
والله أعلم.