الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الدم الذي نزل منك بعد الدورة بستة أيام لا يعد حيضا، لأن أقل طهر بين الحيضتين خمسة عشر يوما، فلا يحتسب الدم الذي يأتي بعد الطهر من الحيضة حيضا، إلا إذا مضت هذه المدة بين الحيضتين .
وبناء على ذلك، فإن هذا الدم الذي نزل عليك دم فساد، يجوز فيه للمرأة ما يجوز حال الطهر من أداء العبادات، ومعاشرة الزوج، وغير ذلك . . .
وهذا كله بشرط أن يكون دم الحيض الأول قد اكتملت أيامه المعتادة، وتحققت من انقطاعه برؤية القصة البيضاء أو الجفاف.
وقد أصبت حين اعتبرته دم استحاضة ولم تقطعي فيه الصلاة، ونزول الدم منك في وقت عادتك هو الحيض الذي تترتب عليه أحكام الحيض من ترك الصلاة وغيرها. وما ذكرت من الأسباب لعدم اقتناعك بكون هذا الأخير حيضا لا عبرة بها ما دامت الدورة جاءت في موعدها، فوقت الطهرالذي أقله خمسة عشر يوما إنما يعتبر بين الحيضتين وليس بين الاستحاضة والحيض
ونزولها بدون أوجاع لا أثر له في كون الدم دم حيض ما دام في الوقت، ولعل هذه التغيرات بسبب نزول دم الاستحاضة قبل الحيض.
والله أعلم .