الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كان الشخص الذي أخبر عن إسلامه قبل موته عدلا، فخبره مقبول. ومن ثَمَّ، فيعامل هذا الشخص معاملة المسلمين، فيصلى عليه صلاة الغائب، إن تعذرت الصلاة عليه، ودفنه في مقابر المسلمين، وأما إن لم تكونوا متحققين من إسلامه، فيجوز لكم الدعاء له معلقا ذلك بكونه مسلما، ويجوز لكم كذلك الصدقة عنه، إن كان مسلما.
قال ابن القيم -رحمه الله- في إعلام الموقعين: وَقَالَ شَيْخُنَا: كَانَ يُشْكِلُ عَلَيَّ أَحْيَانًا حَالُ مَنْ أُصَلِّي عَلَيْهِ الْجَنَائِزَ، هَلْ هُوَ مُؤْمِنٌ، أَوْ مُنَافِقٌ؟ فَرَأَيْت رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الْمَنَامِ، فَسَأَلْته عَنْ مَسَائِلَ عَدِيدَةٍ مِنْهَا هَذِهِ الْمَسْأَلَةُ، فَقَالَ: يَا أَحْمَدُ الشَّرْطَ الشَّرْطَ، أَوْ قَالَ: عَلِّقْ الدُّعَاءَ بِالشَّرْطِ، وَكَذَلِكَ أَرْشَدَ أُمَّتَهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلَى تَعْلِيقِ الدُّعَاءِ بِالْحَيَاةِ، وَالْمَوْتِ بِالشَّرْطِ فَقَالَ: «لَا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمْ الْمَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ، وَلَكِنْ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي إذَا كَانَتْ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إذَا كَانَتْ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي». وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: «وَإِذَا أَرَدْت بِعِبَادِك فِتْنَةً، فَتَوَفَّنِي إلَيْك غَيْرَ مَفْتُونٍ» وَقَالَ: «الْمُسْلِمُونَ عِنْدَ شُرُوطِهِمْ، إلَّا شَرْطًا أَحَلَّ حَرَامًا، أَوْ حَرَّمَ حَلَالًا» . انتهى.
فنسأل الله لهذا الشخص الرحمة والمغفرة -إن كان مات على الإسلام-.
وراجعي للفائدة الفتوى: 471322.
والله أعلم.