الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن ترك الصلاة أخف درجاته أن يكون كبيرة من كبائر الذنوب، ولا يجوز بحال من الأحوال مهما كانت الظروف ومهما كانت الضرورة، وأي عمل يضطر صاحبه إلى ترك الصلاة يجب عليه تركه، مع أن الصلاة لا تستغرق من الوقت إلا القليل كما هو معروف، فالاضطرار إلى تركها بحجة العمل غير سائغ، وهو عذر غير مقبول.
أما بالنسبة لعمل المرأة فقد سبق أن ذكرنا حكمه والضوابط التي يجب توفرها فيه في الفتوى رقم: 28006.
فإذا لم تتوفر هذه الضوابط حرم على المرأة العمل، إلا إذا كانت مضطرة ضرورة ملجئة كأن لم تجد من يقوم بما يضطر إليه من وسائل العيش وتحتاجه حاجة معتبرة، ومن ذلك إيجاد سكن تأوي إليه ومن تعوله من أولاد وأبوين علما بأن ملك البيت ليس ضرورة، فمن وجدت بيتا تسكنه بإيجار ونحوه فليست مضطرة ضرورة تبيح لها ما حرم الله، ومن هذا تعلم السائلة أنه لا يجوز لها العمل الذي يستدعي ما حرمه الله تعالى من الخضوع للرجال ومخالطتهم والتحدث معهم وهي متعطرة متزينة، إلا إذا كانت فعلا مضطرة إلى ذلك ولا تجد بديلا عن هذا العمل أقل منه اشتمالا على المحرم وهي أدرى بحالها هل هي في ضرورة لعائد هذا العمل أم ليست في ضرورة ولكنها تحتاج إلى الكماليات فالله حسيبها في ذلك.
والله أعلم.