الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرا على حرصك على تحري الضوابط الشرعية في الكلام بينك وبين خاطبك؛ فالخاطب أجنبي عن مخطوبته حتى يعقد له عليها العقد الشرعي، فيجب أن يكون التعامل بينهما على هذا الأساس، وهذا ما أوضحناه في الفتوى: 329266.
والحياة الزوجية مشوار طويل، فينبغي أن يحسن فيه الاختيار، والشرع الحكيم قد أرشد إلى اختيار صاحب الدين والخلق، ففي سنن ابن ماجه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إذا أتاكم من ترضون خلقه، ودينه؛ فزوجوه، إلا تفعلوا؛ تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض.
وهذه التصرفات التي ذكرتِها عن خاطبك تجعلنا نرشدك إلى التريث، وعدم التعجل إلى الموافقة على قبوله خاطبا مرة أخرى، وخاصة إن رجوت أن تجدي رجلا صالحا يتزوجك، فإن كنت لا ترجين أن تجدي رجلا صالحا، وخشيت أن يفوتك الخطاب، فيتقدم العمر من غير زواج، وكان هذا الشاب محافظا على الفرائض، وخاصة الصلاة، ومجتنبًا للكبائر، فلا بأس بقبوله زوجا، واجتهدي معه في سلوك سبيل الصلاح.
والله أعلم.