الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يمكننا الحكم بصحة صلاتك أو عدم صحتها؛ لأن هذا ينبني على معرفة دخول الوقت من عدمه. والذي يمكننا قوله باختصار هو أن صلاة الفجر يدخل وقتها بطلوع الفجر الصادق، وقد بينا علامته والفرقَ بينه وبين الفجر الكاذب في الفتوى: 443533.
فإن تيقنت أو غلب على ظنك أنكم تصلون بعد دخول الوقت؛ فالصلاة صحيحة ولا تطالب بإعادتها، ولا عبرة بوجود ظلمة.
ففي البخاري عن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي الصبح بغلس، فينصرفن نساء المؤمنين لا يعرفن من الغلس، أو لا يعرف بعضهن بعضا.
وروى الإمام أحمد حديث قيلة بنت مخرمة أنها قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بالناس صلاة الغداة، وقد أقيمت حين انشق الفجر، والنجوم شابكة في السماء، والرجال لا تكاد تتعارف مع ظلمة الليل.
وروى أبو داود وغيره من رواية حرملة العنبري قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فصليت معه الغداة، فلما قضى الصلاة نظرت في وجوه القوم ما أكاد أعرفهم.
قال ابن دقيق العيد في إحكام الأحكام: الغلس اختلاط ضياء الصبح بظلمة الليل.
وفي هذا الحديث حجة لمن يرى التغليس في صلاة الفجر وتقديمها في أول الوقت. انتهى.
وقال ابن قدامة في المغني: وأما صلاة الصبح فالتغليس بها أفضل. وبهذا قال الشافعي وإسحاق. وروي عن أبي بكر وعمر وابن مسعود وأبي موسى وابن الزبير وعمر بن عبد العزيز ما يدل على ذلك. اهـ.
ويمكنك الرجوع إلى أهل العلم في بلدك وسؤالهم عن الوقت.
وانظر الفتوى: 305002 ، والفتوى: 402148.
والله أعلم.