الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل المولى -تبارك وتعالى- أن يشفي والدكم شفاء تاما، ويجمع له بين الأجر، والعافية، وبين تكفير السيئات، ورفعة الدرجات. ولا يخفى عظم مكانة الوالد، وأن الله -عز وجل- قد قرن حقه بحقه، وأوجب بره، والإحسان إليه، فقال: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا {الإسراء: 23}، فأمر بالصبر على الوالدين عند الكبر، والضعف، والقول الحسن، والنهي عن التضجر عندهما في تلك الحالة التي قد تضيق فيها صدورهما، وتسوء أخلاقهما.
ومن هنا تعلم أنه لا يجوز لكم القسوة عليه بحال؛ فإن ذلك من العقوق، والعقوق يحصل باليسير من الأذى -كما ذكر أهل العلم- وهو مبين في الفتوى: 73463. وننصحكم بمداراته في أمر الطعام، وإقناعه عن طريق من يمكنه إقناعه، ويمكن -أيضا- استشارة أهل الاختصاص في إعطائه من الأطعمة ما لا يزيد بها الوزن على وجه يضره، وبذلك تتقون غضبه، وفي الوقت ذاته تمنعون عنه ما يضره.
والله أعلم.