الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يتقبل منك، وأن يزيدك حرصا على الخير.
ولا إثم عليك في إنقاص صدقتك على جارك، بل لا إثم عليك لو قطعت الصدقة عنه بالكلية؛ وذلك لأن نفقته ليست واجبة عليك شرعا.
قال الرازي في تفسيره عند قوله سبحانه: وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ {النور: 22}: لا يقال فلو لم تكن معصية لما جاز أن ينهى الله عنه بقوله: {ولا يأتل أولو الفضل} لأنا نقول: هذا النهي ليس نهي زجر وتحريم، بل هو نهي عن ترك الأولى كأنه سبحانه قال لأبي بكر: اللائق بفضلك وسعة همتك أن لا تقطع هذا، فكان هذا إرشادا إلى الأولى، لا منعا عن المحرم. اهـ.
وانظر للفائدة الفتوى: 362194
والله أعلم.