الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي البداية نسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل مما تعانيه، واعلم أن العادة السرية محرمة، وقد بيَّنا بعض أضرارها، وبعض ما يُعين على اجتنابها، وذلك في الفتويين: 71700 454879.
فبادر بالتوبة إلى الله -تعالى- وجاهد نفسك على الابتعاد عن العادة السرية، واجتهد في الدعاء، والتضرع إلى الله تعالى أن يتقبل توبتك، وأن يطهرك من فعل الحرام، ثم إن العادة السرية مبطلة للصيام إذا ترتب عليها خروج المني، فإذا كنت قد أقدمت عليها جاهلا بتحريمها، فإنه لا يلزمك القضاء، أما بعد العلم بحكمها، فإنه يلزمك القضاء إذا خرج المني، وانظر الفتوى: 140342.
وإذا كنت ستقدر على القضاء مستقبلا فانتظر حتى تقضي ما وجب عليك قضاؤه، وإذا لم تعرف عدد الأيام التي يلزمك قضاؤها -والحال هذه- فاقض ما يحصل لك به اليقين، أو غلبة الظن ببراءة ذمتك، لأن هذا هو ما تقدر عليه، والله لا يكلف نفسا إلا وسعها، وراجع الفتوى: 122779.
ولا تلزمك كفارة تأخير القضاء ما دمتَ عاجزا عنه، فإنما الكفارة على من أخّر القضاء مع القدرة عليه، وراجع الفتوى: 163065.
والله أعلم.